Livres

ابنة الحياة

عجيب هو هذا المتن الفصصي الذي اختارت له إسمهان الشعبوني عنوانا ينضح مكرا و براءة في آن , و عجيبة هي هذه الإتيقا القصصية التي تنسخ العالم على صورة أفكار الكاتبة غير آبهة للمشاع من المواضيع و المطروق منها بل و تلح على اقتراض حيوات الآخرين معتمدة على ترسانة جمالية تعيد إلى القصة تعريفها البورخيسي اللذيذ بوصفها حلما مقتبضا أو هذيانا قصير الأمد.

وليد أحمد الفرشيشي

كيف صارت صلوحة صليحة؟

صليحة لم تَمُتْ. صليحة هيأوا لها كل الظروف لترحل سريعا عن عالمنا. دفعوها إلى الرحيل دفعا... صليحة؟ حاصرها الموت حين جاءت من ريف الكاف

إلى تونس العاصمة، فاختنقت بأهلها. حاصرها الموت لمّا اشتغلت خادمة في بيت بدرية وهي ابنة ثلاثة. عشر عاماً ... حاصرها الموت لما استكثروا عليها الحبّ... حاصرها الموت وهي تحترق بالبوخا...وحاصرها الموت حتى بعد رحيلها حين اقتصر تكريمها على وثائقي مدته بضع دقائق وكلمات لا تتجاوز المعتاد، كلمات تصلح للاستخدام في تأبين أي فنانة أخرى.... الصوت الذي وظفته الرّشيديّة لتحمي الإرث الموسيقي هي التونسي وتحافظ عليه عبر الأجيال ولهذا ندين لصوتها ما حيينا. سألتها:

يوميات صباب

نعم، إنه دائم البحث عن شيئ ما غير متوقع يظهر فجأة من العدم، عن قطعة من الواقع تفلت من الآخرين، عن جمال ما، إذا جاز لنا التعبير. والحق أنه عالق في بحثه الدائم ذاك على نحو لا سبيل إلى الفكاك منه. وهذا لا يعني أنه لا يخطئ قط. ومع أنه يتظاهر بالكرم، فإني أرى أنه محق في إبداء رغبته الدائمة في تخريب كل ماهو جاهز من أفكار. وسلوكه هذا ليس سلوك تبجح أو ميلا للمعارضة من أجل المعارضة. كلا! فكل ما يريده توفيق بن بريك هو أن يمارس ذلك الحق في التخريب. فمن وجهة نظره، يعد النضال من أجل الديمقراطية أمرا بديهيا، ليس لأنها غاية، بل لأنها الوسيلة الوحيدة التي تمكنه من العيش والعمل على النحو الذي يريد.